{سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم} فهم لا يعلمون الغيب ولا يعرفون شيئاً حتى يخبرهم ويطلعهم الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عن طريق الوحي الذي يأتي به رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {هو نهر أعطانيه ربي - عَزَّ وَجَلَّ - في الجنة}.
وهذا ينطبق عَلَى ما جَاءَ في حديث الإسراء أنه رأى ذلك النهر العظيم في الجنة {عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يَوْمَ القِيَامَةِ، آنيته عدد الكواكب} والآنية والأباريق والكيزان -كلها جاءت في الروايات- عدد الكواكب: أي: عدد نجوم السماء، وذلك لكثرتها، فالله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أعطى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الحوض عريضاً واسعاً وعذباً شهياً أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وهذا النهر ترابه المسك وحصباؤه الدر والياقوت، وهذا شيء عظيم لا يمكن أن يتخيل.